الفيب والمخدرات.. مزيج قد يهدد الحياة
لا خلاف على خطورة إدمان المخدرات، وأضرار المخدرات الصحية العديدة، ودورها الكبير في تدمير الصحة الجسدية والعقلية. ومع لجوء البعض إلى استخدام الفيب أو السجائر الإلكترونية في تعاطي المخدرات، تضاعفت المخاطر الصحية بشكل ملحوظ، وظهرت أساليب جديدة في تعاطي المخدرات تهدد حياة الشباب والمراهقين.
يؤدي تسخين سائل المواد المخدرة في أجهزة الفيب، مثل مادة THC، إلى استنشاق تركيزات أعلى من المخدرات بمعدل يصل إلى أربعة أضعاف مقارنة بطرق التعاطي التقليدية. هذا الأمر يزيد من خطر التسمم الحاد، ويسرع من حدوث الإدمان على المخدرات. كما أن درجات الحرارة العالية المستخدمة في تبخير المواد المخدرة بالفيب تؤدي إلى تكوين مركبات ثانوية سامة، مما يضاعف من أضرار الفيب والمخدرات معًا.
من أبرز التأثيرات الحادة والمزمنة لهذا المزيج الخطير: الإدمان الشديد، الذهان، القلق، الهلاوس، نوبات الهلع، ضعف الذاكرة والتركيز، أمراض الرئة، وقد يصل الأمر إلى التسمم القلبي والفشل الكلوي وأمراض الرئة القاتلة، خاصةً عند استخدام زيوت مخدرة مجهولة المصدر داخل الفيب. كل هذه المخاطر تؤكد أن المزج بين الفيب والمخدرات يضاعف من أضرار المخدرات التقليدية، ويجعل التعافي من إدمان المخدرات أكثر صعوبة.
ونظرًا لأن أجهزة الفيب صغيرة الحجم، سهلة الإخفاء، ولا تصدر رائحة قوية، فقد أصبحت تشكل تحديًا كبيرًا على الأهل في معرفة ما إذا كان أبناؤهم يستخدمونها بشكل سري لتعاطي المخدرات. لم يعد من الممكن الافتراض بأن المادة الموجودة داخل الفيب هي مجرد نيكوتين، فقد تكون مواد مخدرة خطيرة تؤدي إلى إدمان المخدرات بسرعة ودون أن يلاحظ الأهل ذلك.
تحذير عالمي من الفيب وتعاطي المخدرات
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن استخدام أجهزة الفيب في تدخين النيكوتين في عمر المراهقة يهيئ الدماغ بيولوجيًا للإدمان على مخدرات أقوى في المستقبل، ويزيد من احتمال إدمان المخدرات لاحقًا. كما حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار استخدام الفيب بين الشباب، وانخداع البعض بالنكهات الجذابة، رغم أن الفيب يولد مواد سامة معروفة بأنها تسبب السرطان وتزيد من خطر اضطرابات القلب والرئة.
السجائر الإلكترونية والمخدرات أصبحت من أكبر التحديات التي تواجه الأسر في الوقاية من إدمان المخدرات، خاصة مع صعوبة اكتشاف تعاطي المخدرات بهذه الطريقة الحديثة. الوقاية من إدمان المخدرات تتطلب وعيًا أكبر من الأهل، ومراقبة دقيقة لأي تغيرات في سلوك الأبناء أو ظهور أعراض إدمان الفيب أو المخدرات.
المزج بين الفيب والمخدرات ليس مجرد خيار سيء وضار، بل هو مقامرة خطيرة بحياتك، ويقود إلى طريق مظلم من الإدمان والمضاعفات الصحية الخطيرة التي قد يصعب علاجها.
نصائح للوقاية من إدمان المخدرات والفيب
التواصل المستمر مع الأبناء، وتوعيتهم بمخاطر إدمان المخدرات وأضرار الفيب.
مراقبة سلوك الأبناء والانتباه لأي تغيرات مفاجئة في المزاج أو الأداء الدراسي أو العلاقات الاجتماعية.
تعزيز الثقة بالنفس لدى الأبناء، وتشجيعهم على رفض ضغط الأقران وعدم الانجراف وراء تجارب تعاطي المخدرات أو الفيب.
تقديم القدوة الحسنة من خلال الامتناع عن التدخين أو تعاطي أي مواد ضارة أمام الأبناء.
البحث عن الدعم النفسي أو الطبي عند ظهور أي علامات مبكرة على إدمان المخدرات أو الاعتماد على الفيب.
المشاركة في حملات التوعية المجتمعية حول أضرار المخدرات والوقاية منها.
عدم التهاون في التعامل مع أي مؤشرات على تعاطي المخدرات أو استخدام السجائر الإلكترونية بطرق غير مشروعة.
خاتمة
إدمان المخدرات والفيب خطر حقيقي يهدد الأفراد والأسر والمجتمع بأكمله. الوقاية والوعي هما السلاح الأقوى لحماية نفسك وأبنائك من الوقوع في فخ الإدمان. تذكر أن طلب المساعدة والدعم في الوقت المناسب قد ينقذ حياة شخص عزيز عليك ويعيده إلى الطريق الصحيح.
إذا لاحظت أي علامات أو أعراض تدل على تعاطي المخدرات أو الاعتماد على الفيب، لا تتردد في استشارة مختصين أو التواصل معنا في مركز مسار بجدة للحصول على الدعم اللازم.