علاج إدمان المخدرات.. من أين تبدأ؟!

علاج إدمان المخدرات.. من أين تبدأ؟!

امتلاك الرغبة في ترك المخدرات وبدء أول خطوة في رحلة علاج الإدمان، ليست بالقرار السهل مطلقًا، بل هي خطوة شجاعة وجريئة، وغالبًا ما تأتي بعد سلسلة من التجارب والأحداث التي تدفع الإنسان إلى إدراك حجم المشكلة التي وقع فيها، وتأثيرها السلبي على جميع نواحي حياته، ومن ثمّ يمتلك الرغبة في الخلاص والتغيير، وهي أهم جزء في رحلة العلاج.

في هذا المقال نستكشف سويًا العوامل التي تساعد الشخص على اتخاذ قرار العلاج من الإدمان، والعلامات التي تشير إلى ضرورة بدء رحلة التعافي من الإدمان، وما هي مراحل العلاج من إدمان المخدرات.

 

أول خطوة في طريق علاج الإدمان

 أول خطوة لعلاج الإدمان هي الاعتراف بأن المواد المخدرة مثل الكبتاجون أو الشبو أو الحشيش قد أصبحت مشكلة فعلية تؤثر سلبًا على الحياة، وتنعكس على جميع جوانبها، وإدراك حقيقة أنها تؤثر سلبًا على الأداء المدرسي أو الأداء الوظيفي بالعمل، وتؤدي إلى تدهور في علاقاته الاجتماعية، والانعزال عن الأسرة وأقرب الأشخاص إليه، بجانب المشاكل الصحية والنفسية والمالية المعروفة.

في بداية التعاطي، يظن الشخص أنه يُحكم سيطرته على كل شيء، وأنه قادر على التوقف متى أراد، ولكن سرعان ما يكتشف أن المواد المخدرة هي من تسيطر عليه، ولها اليد العليا، وأن الأعراض الانسحابية والإدمان النفسي، يدفعه مجبرًا إلى تعاطي المخدر مجددًا.

لم تعد المخدرات جلسة فرفشة أو تجربة وتمر، بل هي هي روتين ثابت يقضي يومه كله في التفكير فيها، كيف يحصل على تلك الحبوب المخدرة، متى وأين يستخدمها؟، وكيف يخفي ذلك عن الجميع، فتتحول حياته إلى جحيم حقيقي، ومن هنا تنبع الرغبة الداخلية في الخلاص، ولكنه يظل حائرًا، ولا يعلم كيف يبدأ.


 

إدراك حقيقة أن إدمان المخدرات مرض مزمن

الخطوة الأولى هي الاستعانة بطيبب مختص، يساعد مريض الإدمان على فهم حقيقة إدمان، وكيفية التعامل معه، ورسم خطة العلاج بشكل واضح يراعي ظروفه وحالته الصحية والاجتماعية.

بينما من أكبر المعتقدات الخاطئة التي يظنها الراغبون في التعافي، أنهم قادرون على علاج أنفسهم من المواد المخدرة في المنزل ودون مساعدة طبية متخصصة، ظنًا منهم أن الأمور ستكون تحت السيطرة، وأن الأمر ليس بهذا التعقيد، ولكنهم يُصدمون بأن كل محاولة تفشل مهما اتخذوا من تدابير وإجراءات، وذلك ببساطة لأن الإدمان مرض مزمن كما هو الحال مع جميع الأمراض المزمنة، فهو يصيب الدماغ، ويعرف باسم اضطراب تعاطي المواد المخدرة.

تمامًا كما يذهب مريض السكري إلى الطبيب لتلقي العلاج، وعجزه عن السيطرة على أعراضه من تلقاء نفسه مهما قام بضبط حميته الغذائية ومارس الرياضة، فالأمر نفسه مع إدمان المخدرات، فإن علاج الإدمان له أسس علمية،  ومراحل ينبغي الالتزام بها، كي يصل الشخص إلى هدفه ويتخلص من المخدرات بشكل فعال ودائم.

ويمكنك معرفة المزيد حول إدمان المواد المخدرة من خلال دلينا الشامل حول التعاطي والإدمان.


 

سحب السموم: أول مرحلة في علاج الإدمان

إزالة السمية أو سحب السموم Detoxification هي أول مرحلة في علاج الإدمان على المخدرات، الهدف منها هو التخلص من الموادة المخدرمة المتراكمة في الجسم بطريقة آمنة.

تلك المواد الإدمانية توجد في الدم بتركيزات عالية، وعندما محاولة التوقف عن استخدامها أو حتى تقليل الجرعة، يتعرض الشخص إلى الإصابة بأعراض انسحابية شديدة، قد تشمل: الغثيان والقيء، التعرق الشديد، صداع قوي، آلام في العضلات والمفاصل، تسارع ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات الموم، تشنجات، وكذلك الأعراض النفسية مثل القلق الشديد والتهيج، وصعوبة التركيز، والشعور بالاشتياق بقوة لتعاطي المخدر،  والهلوسة.

هذه الأعراض غالبًا ما تدفع الشخص للعودة إلى استخدام المخدرات إذا حاول علاج الإدمان بمفرده في المنزل، لذا من الضروري أن يتوجه مريض الإدمان إلى مركز متخصص في سحب السموم، حيث يبقى تحت إشراف طبي متواصل، من أجل سحب السموم من جسمه بأمان، ودون معاناة من الأعراض الانسحابية، وقد يتم استخدام بعض الأدوية للحد من تلك الأعراض.

تستمر مرحلة سحب السموم  5 أيام بحد أدنى ، وتزداد المدة حسب نوع المادة الإدمانية المستخدمة، ومدة التعاطي، وحسب حالة الشخص الصحية.


 

تعزيز الدافعية ودوره الفعال في علاج الإدمان

خلافًا للاعتقاد السائد، فإن علاج إدمان المخدرات لا يشترط وجود رغبة قوية مسبقة في التغيير، ولكن يمكنن تعزيز هذه الرغبة في العلاج من  خلال برامج العلاج السلوكي والنفسي المتخصصة، حيث يتم استخدام برامج تعزيز الدافعية، لزيادة الحافز الداخلي للمريض نحو التغيير، وتعزيز التزامه بالعلاج.

يهدف هذا الأسلوب العلاج إلى مساعدة الشخص على تجاوز مرحلة الإنكار وتقبل الحاجة للتغير،  بالإضافة إلى تعزيز الثقة بالنفس، والقدرة على التخلص من إدمان المخدرات، والحد من مقاومة الشخص للعلاج، ثم مساعدته على وضع أهداف واقعية قابلة للتنفيذ، ويتم تطبيق ذلك تحت إشراف فريق من الأخصائيين النفسيين، باستخدام مقابلات الدافعية والعديد من التقنيات العلاجية النفسية الاخرى.


 

برامج إعادة التأهيل: الخطوة الثانية في علاج الإدمان 

بعد إتمام مرحلة سحب السموم وتعزيز الدافعية، ينتقل الشخص إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة إعادة التأهيل Rehabilitation، والتي فيها يتم تأهيل الشخص نفسيًا وتعليمه استراتيجيات ومهارات جديدة لضبط النفس والتحكم في عواطفه، وتدريبه على مواجهة الضغوط وإدارة الوقت، وكذلك مساعدته على اكتساب القدرة للتعرف على مؤشرات الانتكاسة والتعامل معها، بجانب تأهيله لاكتساب نمط حياة صحي أكثر إنتاجية وتنظيما، مما يجعله قادرًا على الاندماج في المجتمع واستعادة دوره الفعال فيه.

هذه المرحلة الثانية مهمة وضرورية للغاية، وقد يغفل عنها الكثير من الراغبين من التعافي، فيكتفي فقط بسحب السموم (المرحلة الأولى)، والخطير أن نسب الانتكاسة والعودة إلى المخدرات تصل إلى 90% حال الاكتفاء فقط بإزالة السمية، لذا فإن إعادة التأهيل تعد ركيزة أساسية في علاج الإدمان، ويجب أن تستمر بحد أدنى 3 شهر وفقًا لوزارة الصحة السعودية، والمدة المثلى من 6 إلى 9 شهور وذلك للحصول على أفضل النتائج.


 

برامج الرعاية اللاحقة Aftercare

 الرعاية اللاحقة أو المستمرة هي المرحلة الثالثة في علاج الإدمان، وفيها يلتزم الشخص بزيارات دورية منتظمة لعيادات علاج الإدمان، والهدف منها مساعدته على الاندماج بشكل سلس في المجتمع، وتخطي التحديات اليومية التي تواجهه، وذلك حتى تستمر رحلة التعافي مدى الحياة، وتقل فرص الانتكاسة بشكل ملحوظ.


 

قاعدة أساسية: الإدمان مرض مزمن قد يعود في أي وقت

من الضروري أن يدرك الراغبون في التعافي هذه الحقيقة، وهي أن الإدمان مرض مزمن يصيب الدماغ، ولا يمكن الشفاء منه بشكل نهائي. بل يمكن علاجه والسيطرة عليه بنجاح؛ لذا ينبغي الحذر من العودة إلى الأماكن المرتبطة سابقًا بتعاطي المواد المخدرة أو الاختلاط  بالأصدقاء السابقين المرتبطين بالإدمان خوفًا من الانتكاس والعودة لاستخدام المخدرات مجددًا، وهذه القاعدة تجعل المتعافي حذر دائمًا ولا يأمن مكر الأشخاص أو المواقف التي تريد إعادة إلى دوامة الإدمان مجددًا.


 

الانتكاسات واردة وتزيد الشخص صلابة

يجب التعامل مع الانتكاسة على أنها أمر محتمل خلال رحلة التعافي، فالشخص معرض للزلات، الأهم هو النهوض مجددًا في أقرب فرصة والاستعانة بالمختصين فور حدوث الانتكاسة، والتعلم من الأخطاء، وتجنب تكرارها.

مع كل محاولة للنهوض، يزداد الإنسان صلابة، ويصبح أقوى في مواجهة تلك المواد الإدمانية، حتى يصل تدريجيًا إلى مرحلة أكثر استقرارًا، ويحقق التعافي التام منها.


 

مسار.. رحلة لحياة جديدة

في مركز مسار بجدة، نقدم لك الدعم الشامل خلال رحلة التعافي من الإدمان، وعلاج إدمان المواد المخدرة. نستخدم برامج علاجية مثبتة علميًا، تجمع بين العلاج الدوائي، والعلاج النفسي. يشرف عليها فريق متعدد التخصصات، يضم استشاريين، وأخصائيين في الطب النفسي، أخصائيين نفسيين، مرشدي تعافي، مرشدين دينيين، أخصائيين اجتماعيين، فريق تمريض، يتمتعون جميعًا بخبرة كبيرة.

مركز مسار هو أول مركز خاص متكامل الخدمات في المملكة العربية السعودية ودول الخليج. نقدم مجموعة شاملة من خدمات علاج الإدمان، بما في ذلك: سحب السموم، برامج إعادة التأهيل والرعاية اللاحقة، كما نقدم أيضا خدمات العيادات الخارجية، والتشخيص المزدوج(علاج الاضطرابات النفسية المصاحبة للتعاطي)، بالإضافة إلى توفير خدمات الطوارئ، 

تواصل معنا الآن، ونعدك بتقديم الحل الأمثل لمشكلتك في سرية تامة.  اكتب رسالتك في النموذج أدناه، وسيتواصل معك فريقنا في أقرب فرصة ممكنة.

 

 

 

 

 

 

 


للاستفسارات العاجلة

92000-2300